الخطيب الشيخ محمد سعيد المنصوري ميراث المنبر ص(352)

يا غائباً طال إنتظارُ مُحبِّه   لظهورهِ وخصومُهُ تؤذيهِ
عجِّلْ فديتُكَ فالمصائِبُ جَّمةٌ   منها كتمنا ضِعفَ ما نُبديهِ
أنسيتَ وقعةَ كربلاءَ (ورزءُها)   حتى العدى من شَجوها تبكيهِ
أنسيتَ جدَّك وهو يُقتلُ ضامئاً   جنبَ الفُراتِ وعزَّ من يسقيهِ
أنسيتَ من بين الخيامِ عقائِلاً   يوذيكَ ما لاقَيْنَ إنْ أرويهِ
برزتْ تعجُّ بميتها من ذُعرها   ونداؤها فرط الحيا يُخفيهِ
ذلتْ وكانت قبل ذاكَ بعزةٍ   في بيت مجدٍ أهلُهُ تحميهِ
يا سيدي وسليلةُ الهادي التي   منْ كانَ يلجأ خائفاً تؤويهِ
أمستْ ولا مأوى لها بين العِدى   والدمعُ من أجفانِها تُذريهِ
أمستْ وأمسى الشمرُ يُؤلمُ كتفَها   ضرباً ويشتُمُ حيدراً وبنيهِ
وسرت على جملٍ هزيلٍ لمْ يُطِقْ   ذاكَ الطريقَ لهزلهِ يطويهِ