بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الخامس عشر لسنة 1431هـ . ق

الليلة السادسة من المحرم الحرام

القصيدة للسيد رضا الهندي الموسوي النجفي

كيفَ يَصحو بما تقولُ اللواحي   مَنْ سَقتهُ الهمومُ أنكدَ راحِ
كيفَ تُهنيني الحياةُ وقلبي   بعد قَتلَى الطفوفِ دامي الجِراحِ
بأبي مَنْ شَروا لِقاءَ حسينٍ   بِفراقِ النفوسِ والأرواحِ
وقفوا يَدرؤونَ سُمرَ العَوالي   عنهُ والنبلَ وقفةَ الأشَباحِ
فوقوْهُ بيضَ الظُبا بالنحورِ الـ   بيضِ والنبلَ بالوجوهِ الصِباحِ
باعدوا بينَ قُربهِم والمواضي   وجسومِ الأعداءِ والأرواحِ
أدركوا بالحُسينِ أكبرَ عيدٍ   فغدوْا في مِنى الطفوفِ أضاحي
 

(موشح)

هتف عباس اوحده أو صار الجدال   وآل هاشم گالت أعلينه النزال
والأصحاب اتناخت أو گالت محال   بالنفوس احنه الذي نفديلها
اشبول هاشم گالت العز بالصگال   والأبطال أيهولها املاگه الأبطال
هاشم التنهض بالحمول الثگال   والكلافه أهل الكلافة أتشيلها
گالت الأنصار ذلة أعله الأنصار   لو بدت هاشم نگص وانصير عار
ليش طلگنه النسه أو عفنه الديار   كون حگ أهل المجد نجريلها
نجري حگ المرتضى أو حگ البتول   أتجمعت شبانها شيب أو كهول
أو گالت الأنصار يحسين اشتگول   صحبتك يو هاشم التبديلها
گال تبدي أصحابنا أو سالت العين   اوهز حبيب العلم عد وجه الحسين
اليوم نبني الدار وانشيد الدين   اليوم الهموم العليك انزليها
 

 (أبوذية)

الفزع يهل الوفه اعليَّ تراكم   حين أعله الثره نمتوا تراكم
اصبر كيف وأعيوني تراكم   چتل كلكم يفرسان الحميه
 

* * *

لما رأى السبطُ أصحابَ الوفى قُتلوا   نادى أبا الفضلِ أينَ الفارسُ البَطلُ
وأينَ مَن دُونِيَ الأرواحَ قَد بَذَلوا   بالأمسِ كانوا معي واليومَ قد رحلوا
 

وخلَّفوا في سُويدا القلبَ نيرانا

 

الموضوع: وفاء ومواقف الأنصار

من الاختبارات التي اختبر الحسين أصحابه وأهل بيته كانت ليلة عاشوراء لما صلى بهم صلاة العشاء قال لهم: اني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خير من أصحابي ولا أهل بيتي أبر وأوصل من أهل بيتي، فجواكم الله عني خيرا.

الا واني اظن ان يومنا من هؤلاء غداً... فانطلقوا جميعاً في حلّ مني ليس عليكم مني ذماماً، وهذه الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً.

وليأخذ كل رجل منكم ببدر رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً ولو اصابوني لذهلوا عن طلب غيري.

هذه رخصة الحسين لهم وهي بمثابة الامتحان والاختبار... فما كان جواب الأصحاب وأهل بيت الحسين على ذلك:

1ـ قام اخوته وابناءه وابناء عبد الله وجعفر وقال العباس (عليه السلام) ولم نفعل ذلك؟! لنبقى من بعدك؟ لا أرانا الله ذلك.

ثم تكلم الباقون مثل كلامه.

2ـ وقام مسلم بن عوسجة وقال نحن نخليك وقد أحاط بك العدو؟

لا أرانا الله ذلك أبداً، حتى اكسر في صدورهم رمحي واضاربهم بسيفي ولو لم يكن لدي سلاح لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك.

3ـ ثم قام زهير بن القين وقال: والله يابن رسول الله لوددت اين قتلت ثم نشرت ألف مرة من أجل أن تبقى انت وأهل بيتك سالمين.

4ـ وقام سعد بن عبد الله ـ الذي وقف يوم عاشوراء أمام الحسين (عليه السلام) ليقيه السهام والرماح والحسين يصلي ـ فقال: لا والله يابن رسول الله لا نخليك أبداً حتى يعلم الله انا قد حفظنا فيك وصية نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) ولو علمت اني قتلت فيك ثم أقطع وأذرى ويفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى القى حمامي من دونك وكيف لا أفعل وإنما هي قتلة في واحدة.

يقف الوفاء حده عند هذه الكلمات ليبدي عجزه عن هذه الكلمات والمواقف التي لا نظير لها في التاريخ.

ما هذا الوفاء؟ ما هذا الحب والعشق والتفاني والذوبان في الحسين (عليه السلام)؟

فابت نفوسهم الابيه عندذا   ان يتركوه مع العدى ويؤبوا
كلا فلسنا تاركيك ومابه   يوم القيامة للنبي نجيبُ
 

الشيخ محمود الشريفي