مَلِكُ النهرِ الظامئ

مِن عَلِيّ العُلا ، وأُمِّ البَنيْنا   قد زها في الوجودِ فخرُ السنينا
ذا أبو الفضلِ والندى والسرايا   مَن غدَتْ لِلذُرى عُلاهُ قَرينا
إنْ دهى الخَطْبُ فَهْوَ عَبّاسُ حَرْبٍ   أو عَرا الجَدْبُ كانَ غيثاً مُبينا
سجدتْ عِندَهُ البُطولاتُ فخراً   وازدهتْ في يديهِ تَرفلُ حِينا
ما سَمِعْنا بِفارسٍ مَلَكَ الماءَ ،   وآلى أن لا يَذوقَ المَعينا
قبلَ أنْ يَشرَبَ الحُسينَ وأهلٌ   قد تَلَوَّوا على الثرى ظامئينا
وَهْوَ ظامٍ يَجُولُ في عَسْكرِ الفِسْقِ   لِيَحِمي بِصَوْلَتَيْهِ الدِينا
قد سما للجُموعِ يضربُ فيهِمْ   وعلى التُربِ كم أطاحَ جَبينا
فَتَحاشَوْهُ لا يُطيقونَ دَفْعَاً   لِمَناياهُمُ .. فأخْفَوا كمِينا
ثُمَّ جَذّوا لهُ يَمينَ المَعالي   ويْحَ قلبي إذ أفْقَدوه اليمينا
وَبِرَغمِ النزيفِ والألَمِ الجبّارِ   أفَنَتْ شمالُهُ الظالمينا
فَغَدَوا خَلْفَ بأسِهِ خاسئينا   وأعادُوا كَمِيْنَهُمْ غادرينا
فَبَروها .. وأمْطَرُوْهُ سِهاماً   فَقَأتْ عينَهُ وشَجَّتْ جَبينا
وأراقتْ ماءَ القُرَيْبَةِ ظُلْماً   وعلى الرأسِ بالعَمودِ أُبِيْنا
فَخَطا لِلخُلودِ لَمّا تَهاوى   فوقَ كُثبانِ كربلاءَ طَعينا

تخميس مناسب لهذه الليلة :

عباسُ ؛ يا فحلَ البطولةِ في الِلقا   وبنَيْلِ هامِ المجدِ كنتَ الأسبقا
كرُمَ الحسينُ وقد أَجَدْتَ المَنْطِقا   ( إنّي أنا العباسُ أغدو بالسقا

نفسي لنفسِ المصطفى الطهرِ وقا )

تخميس آخر :

نظرَ الحُسينُ بلوعةٍ وتَلَهُّفِ   ولواؤهُ بين الأسنّةِ مُختفي
هل كان يدري ما جرى في المَوقفِ   ( حسَموا يديهِ وهامَهُ ضربوهُ في

عمَدِ الحديدِ فخرَّ خيرَ طعين )

مسَح الحسينُ دماءَهُ في ثوبهِ   وأسال أدمُعَهُ بقاني تُربِهِ
ناداهُ لَمّا أنْ دنا مِنْ قلبِهِ   ( يا ساعدي في كُِلّ مُعتَرَكٍ بهِ

أسطو وسيفَ حمايتي بيميني )

سَترشُّ تُربَتَكَ الطَهُورَ مَدامعُ   ولصوتِكَ الحاني تحنُّ مَسامعُ
وحدي أصولُ وذي عِداي تدافعوا   ( لِمَنِ الِلوا أُعطي ومَن هو جامعُ

شملي وفي ضَنْكِ الزحامِ يقيني )


القصيدة الثامنة / أيضاً في حق قمر بني هاشم سيدنا أبي الفضل العباس عليه السلام :