محط رحال الشهادة

وقفَ السِبْطُ في رَوابي الطُّفوفِ   يتمَلّى المَدى بطَرْفٍ حصيفِ
قال : ما اسمُ المكانِ ؟ وهْوَ عليمٌ   فأجابوا بحيْرةٍ ولهوفِ :
نينوى .. واسْمُها كذا الغاضرياتُ ..   ومِنْهُمْ مَن قالَ : أرضُ الطُّفوفِ
قالَ رَهطٌ : بلْ إنها كربلاءٌ   فانثنى عائذاً بصوتٍ ضعيفِ
قالَ : إني أعوذُ باللهِ مِن كُلِ   بلاءٍ وكُلّ كرْبٍ مُخِيْفِ
هامساً : ها هنا مَحَطُّ رِحالي   بعدَ لأيٍ وبعدَ طُوْلِ وُقوفِ
فأناخوا بها .. وظَلّتْ تراءى   في مدى عينِهِ مِئاتُ الطيُوفِ
ها هنا سَوْفَ يقتَلُ الصَحبُ ظُلْماً   في جيوشٍ مِن الطغاةِ أُلوفِ
ها هنا القاسِمُ الحبيبُ سَيُردى   وعليٌّ مبَضعٌ بالسُيوفِ
ها هُنا عمُّهُمْ أبو الفضلِ يقضي   دونَ كفّيْهِ ، وهو كالمَكفوفِ
عينُهُ شكها عدوٌّ بسَهْمٍ   وجُفونُ الأُخرى انطفتْ بالنزيفِ
وعلى منحري سَيُذْبَحُ طِفلي   ظامِئاً ، ساغباً بسهمٍ رَهيفِ
ثمَّ أقضي بألفِ جرْحٍ وألفٍ   وأرى الأُفقَ كالدُخانِ الكثيفِ

بيتان مناسبان لهذه الليلة :

هذهِ كربلاءُ لاحَتْ وفيها   سَنُلاقي أقسى صُنوفِ الرزايا
فرجالُ الرسولِ في الطفّ صرعى   وبناتُ البتولِ تغدو سبايا

القصيدة الرابعة / في نزول الإمام الحسين أرض كربلاء.