اُقْفُ النجيع

قِفْ على كربلاءَ ، واقفُ النجيعا   واقتبِسْ بارقَ الفِداءِ الرفيعا
هِيَ مَغنىً لِمَنْ يرودُ بصيراً   وانبهارٌ لِمَن يصيخُ سميعا
عندها تولَدُ البُطولاتُ دُنياً   من شمُوخٍ ، وعالماً مرفوعا
أزهرَتْ في رمالها الحُمْرِ أرواحٌ ،   فكانتْ رَواءَها والربيعا
جَلْجَلَ الموتُ في مَحاني رُباها   فتخطتهُ ، وانثنى مجدُوعا
وضجيجُ الحروبِ مهما تعالى   سوفَ يرتدُّ دونها مقموعا
أصغرَ القومِ كانَ قاسمُ نجلُ   الحسَنِ السبطِ ، وهوَ ما إنْ أُريعا
لا يرى في الجيوشِ إلاّ كشِسْعٍ   لنعالٍ له !! وكان بديعا
أنْ رمى غصنَهُ الرقيقَ لنارٍ   كانَ فيها الطَوْدَ العظيمَ المنيعا
هُزُواً بالجموعِ ما شالَ درعاً   ما امتطى أجردَ الخيُولِ سريعا
نازلَ القومَ وحدَهُ ، وهمُ الآلافُ ..   حتى أراعَ منهُمْ مَرُوعا
فأتاهُ سهمٌ ليقطَعَ شِسْعَ النعلِ ..   فاسْتلَّ شِسْعَهُ المقطوعا
فرأى فيهِ فرصةً غادِرُ القومِ ..   فأرداهُ بالحُسامِ صريعا
فهوى قائلاً : (( عليكَ سلامي   يا حسينا )) .. فجاء يُردي الجموعا
فإذا قاسمٌ كما الصبحِ ساجٍ   بدِماهُ .. والوردُ أضحى نقيعا
رَدّهُ للخِيامِ بقيا سناءٍ   وعليه أرخى النهارُ دموعا

تخميس مناسب لهذه الليلة :

ما ذا لَقيْتَ من الرزايا والمِحَنْ   كيفَ السُلوُّ ، وكانَ مِنْ دَمِكَ الكفَنْ ؟!
شَهدَ القضاءُ ، وأنتَ تهزجُ مُعلِناً   ( إنْ تنكروني ، إنني نَجْلُ الحسَنْ

سبْطِ النبيّ المُصطفى والمُؤتمَنْ )

يا ندى الصبحِ ويا ضَوْعَ الزُهورْ   يا براءاتٍ أباحتها الشُرورْ
كنتَ وجهَ الفجرِ نوراً في حبورْ   وعلى أنفاسكَ الدُنيا تدورْ
كيفَ أرْدَوْكَ ؟ وضمتْكَ القبُورْ   وسنا رُوحكَ ذا مِلءُ الدُهورْ

القصيدة التاسعة / في حق براءة الشهيد الذي لم يبلغ الحلم القاسم بن الإمام الحسن المجتبى عليهما السلام