ارتمى دون شأوك الانبهار

بينَ عينيكَ والسَما أسرارُ   تتفَيّا ظلالها الأقمارُ
وجُفونُ العُلا رأتكَ لها عيناً ،   فهَمّتْ بلَثْمِك الأنوارُ
طوَّفتْ في علاك حيرى انبهاراً   فارتمى دون شأوِكَ الاِنبهارُ
يا عليَّ الحسينِ ، يا أكبرَ الأف   لاذِ عُمْراً .. عَنَا لك الإكبارُ
لُمَّ حزْنَ الأيامِ في رُوحِكَ الكبرى ،   وبدّدْ ظلامها يا نهارُ
أنتَ عَلّمْتَنا بأنا إذا كُنّا   على الحَقّ فالمَنُونُ فَخارُ
وسواءٌ كُنّا وَقَعْنا عليها   أم علينا هيَ التي تنهارُ
ولذا لم ترَ الكرامةُ إلاّ   أنْ تروّى بنبْضِكَ الأقدارُ
حِينَها قطّعتْكَ إرباً فإرباً   بِسُيوفٍ مِن عارِها الأشرارُ
يا شبيهَ النبيّ خلْقَاً وأخلاقاً   ونطْقاً ، وإنه المُختارُ
دونَ كُلّ الأنامِ خاطبَهُ اللهُ ..   تعالى رَبٌّ ومَا يَختارُ
عَزَّ واللهِ أنْ يراكَ أبوكَ السِبْطُ ،   والجسمُ مِنْكَ ، ويحي ، نثارُ
يا لهُ اللهُ لم يُطِقْ لك حمْلاً   وَهوَ في ذِروةِ الوغى جبّارُ

تخميس مناسب لهذه الليلة :

آهٍ على سِبْطِ النبيّ المُصطفى   لمّا نعاكَ بحرقةٍ متلَهّفا
أ بنيَّ يا أملي الذي دوني انطفا   ( فلْتذهَبِ الدُنيا على الدُنيا العَفا

ما بعدَ يومِكَ من زمانٍ أرغدِ )

هذي الحياةُ مريرةٌ في هَمّها   وقد استرحتَ بقتلةٍ مِن غَمّها
ما أسرعَ اللُقيا .. فَخُذْ في ضَمّها   روحي أتتْكَ ، وقد قَضَتْ مِن يومِها

حزناً عليكَ ولهفةً يا مسعِدي


القصيدة العاشرة / في حق سيدنا علي الأكبر بن الإمام الحسين عليهما السلام الذي شابه جده رسول الله خلقاً وخُلقاً ومنطقاً كما وصفه أبوه سيد الشهداء