رمزُ الأسى ذكرى الإمام الهادي   عادت لتغمر بالشجون فؤادي
عادت لتوقض روحنا من بعدما   قد خدَّرته مطامع الأجساج
عادت لتُلهبنا بعرض مصيبةٍ   تصلى القرون بجمرها الوقاد
فشهادةُ الهادي تسيل دموعنا   حزنا وتدمي قرحة الأكباد
من سمَّه المعتزُّ بغياً تابعاً   فيه خطى الآباء والأجداد
قد رام أن يُطفي شعاع مواقفٍ   أعمت بذلك كلَّ عين معادي
ظنّت بأنَّ السمَّ يُطفيء للهدى   نورا يشُعُّ من الإمام الهادي
خابت فذاك النور أصبح جذوةً   تُوري القلوب بأعتق الأحقاد
ياعاشر الأمناء يومُك هزَّني   فبكيت في شعري وفي إنشادي
أفمثل شخصك تنطفي أيامه   برقابةٍ وكآبةٍ وطراد
وتضايق المعتزُّ فيك فدسَّه   سما يدُكُّ شوامخ الأطواد(1)

(1) ـ ديوان مع النبي وآله ص293.