| باتوا على قُلَلِ الأحبال تَحرسُهم | غلب الرجال فما أغنتهم القلل | |
| واستنزلوا بعد عزٍ من معاقلهم | فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا | |
| ناداهم صارخٌ من بعد ما قُبروا | أين الأسرَّةُ والتيجانُ والحللُ | |
| أين الوجوهُ التي كانت منعَّمةً | من دونها تضربُ الأستار والكللُ | |
| فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم | تلك الوجوه عليها الدودُ يقتتل | |
| قد طالما أكلوا دهرا وقد شربوا | فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا | |
| وطالما عمَّروا دورا لتحصنهم | ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا | |
| وطالما كنزوا الأموال وادخروا | فخلَّفوا على الأعداء وارتحلوا | |
| أضحت منازلُهم فقرا معطَّلةً | وساكنوها إلى الأجداث قد وصلوا |
