إن أردت النجاة يوم المعاد   جد بدمعٍ على الإمام الجواد
لست أنساه حين أشخصه   المأمونُ من يثربٍ إلى بغداد
قد قضى ببغداد وهو غريبٌ   بفؤاد من شُعلة السم صادي
والتي قدمت له السمَّ أمُ الفضل   بغضا منها لأمِّ الهادي
تركوا نعشه بقنطرة الريَّان   ملقىً آل الشقا والعناد
فاستماتت أشياعه نحو حمل   النعش كي لا يبقى رهين الوهاد
وسرى فيهم الحماسُ إلى أن   حملوه رفعا على الأجياد
ما بقي مثل جده السبط عاري   الجسم تعدو على قراه العوادي
تركوا جسمه ثلاثا وعلوا   رأسه في رؤوس سمر الصعاد
وسروا في نسائه حاسراتٍ   يالقومي بين الرجال بوادي
لو تراها يا خيرة الله في السبي   وستر الوجوه منها الأيادي(1)

(1) ـ المطالب المهمة ص274.