ونصَّ الرضا أنَّ الجواد خليفتي   عليكم بأمر الله يقضي ويحكم
هو ابنُ ثلاثٍ كلَّم الناس هاديا   كما كان في المهد المسيح يكلّم
سلوه يُجبكم وانظروا ختم كتفه   ففي كتفه ختم الإمامة يُختم
وكم لك يا ابن المصطفى بان معجزٌ   به حيث كلٌ من أعاديك مرغم
أقمت وقوَّمت الهدى بعد سادةٍ   أقاموا الهدى من بعد زيغٍ وقوَّموا
فطوسٌ لكم والكرخ شجوا وكربلا   وكوفان تبكي والبقيعُ وزمزم
وكم أبرموا أمرا وكادوا فكدتهم   بنقضك ما كادوك فيه وأبرموا
فما منكم قد حرَّم الله حللوا   وما لكم قد حلل الله حرَّموا
فصمتم من الدين الحنيفيِّ حبله   وعروته الوثقى التي ليس تفصم
وسمته أمُّ الفضل عن أمر عمِّها   فويلٌ لها من جدِّه يوم تقدم
على قلّة الأيام والمكث لم يزل   بكمّ كل يومٍ يُستضام ويُهظم
فيا لقصير العمر طال لموته   على الدين والدنيا البكا والتألُّم
بفقدك قد أثكلت شرعة أحمدٍ   فشرعته الغراءُ بعدك أيمُ
عفا بعدك الإسلام حزنا وأطفأت   مصابيحُ دين الله فالكون مظلم
فيا لك مفقودا ذوت بهجةُ الهدى   له وهوت من هالة المجد أنجم(1)

(1) ـ المجالس السنية.