يا تاسع الأمناء الغرِّ قد وفدت   إليك شيعةُ أهل البيت تبتدرُ
فأنت مفزعُها دنياً وآخرةً   وفيك يُكشف عنها الضرُّ والضرر
ألست أنت الذي بانت معاجزُه   كالشمس آمن فيها البدوُ والحضر
أمسى ابن أكثم مذهولا بما سمعت   أذناه منك وأعيى نطقه الحصر
لقد علمتم علوم الأنبياء وما   تضمُّ في سرها الآيات والسور
من أين يُدركَ من كانت معارفُه   محدودةً عالما بالغيب يستتر
قد رام إطفاء نور الله (معتصمٌ)   بمنهجٍ شقَّه آباؤُه الغدر
فدس سمَّ الردى في كفّ غاويةٍ   إليك كي تحتفي آياتُك الغرر
لا عافت النارُ أمَّ الفضل حيث بما   قامت به يلتظي في روحنا شرر
سمت إمام الهدى فالأرضُ راجفةٌ   منه ووجه السما من ذاك مُعتكر
يبقى ثلاثا بلا غُسلٍ ولا كفنٍ   كجدِّه فهو فوق السطح منعفر(1)

(1) ـ ديوان مع النبي وآله ص291.