يا بدورا قد غالها الخسف لكن   لم تزل في الهدى بدورا تماما
حاولت نقصها العدى فأبى الرحـ   ـمنُ إلا لنورها الإتماما
حرَّ قلبي لسادةٍ أزكياءٍ   في الطوامير خلّدوا أعواما
أرضعوا طفلهم لبان الرزايا   واعدَّوا له الحسام فطاما
قتلوهم وما رعوا لرسول الله   إلاً في آله وذماما
لم يُمت حتف أنفه من إمامٍ   منكم عاش بينهم مستظاما
ما كفاها قتل الوصيِّ وشبلـ   ـيه وأبنائهم إماما إماما
والتعدِّي على الميامين حتى   لم تُغادر من تابعيهم هُماما
ورمت جعفرا رزايا أرتنا   بأبيه تلك الرزايا الجساما
بأبي من بكى عليه المعادي   والموالي له بكاء الأيامى
بأبي من عليه جبريل حزنا   في السماوات مأتما قد أقاما
يا حميَّ الدين إنَّ فقدك أورى   في حشى الدين جذوةً وضراما
ومن المؤمنين أسهر طرفا   ومن الكاشحين طرفا أناما
لا مقام لأهل يثرب فيها   يوم أبكيت يثربا والمقاما(1)

(1) ـ المجالس السنية ج2 ص514.