فوا لهفاهُ للسجاد مضىً   برته سمومه يري القداح
تُذكّره السموم لظى سمومٍ   يكابدها أبوه لدى الكفاح
فيسلو سمَّه بلظى أبيه   وما ذكر السموم بمستراح
ويذكر إذ تُجرعه سمومٌ   أباه حين اثخن بالجراح
إلى أن سمُّه استوفي قواه   فاطفأ منه مصباح الفلاح
قضى السجاد مظلوما بسمٍّ   فما طيب الكرى لي من مباح
قضى السجاد فالصدقات سرا   تقيم عليه مأذبة النياح
قضى عينُ الحياة فأيُّ عينٍ   عقيب العين تبخل بالسفاح
قضى فالحقُّ منه في مضيقٍ   وضيقُ الكفر منه في انفساح
وصدرُ العلم في حرجِ اكتئاب   وصدر الجهل منه في انشراح
بكته الجامدات فلا عجيبٌ   بأن تبكي بألسنةٍ فصاح(1)

(1) ـ رياض المدح والرثاء ص748.