لله رزءٌ به كم للرشاد هوى   ركنٌ وكم فيه بيتٌ للضلال بُني
رزء به عرصات العلم قد بقيت   دوارسا من فروض الله والسنن
لا غرو إن تكن الأكوان قد خلعت   ثوب المحاسن من حزنٍ على الحسن
فإنه كان في الأحشاء بهجتها   قد قام فيها مقام الروح في البدن
ما للقضاء وللأقدار فيه مضت   وهو الذي أبدا لولاه لم تكن
لله كم أقرحت جفن النبيِّ وكم   قد ألبست فاطما ثوباً من الحزن
لم أنس يوم عميد الدين دسَّ له   لجعدة السمَّ سرا عابد الوثن
فقطَّعت كبدا ممن غدا كبدا   لفاطمٍ وحشاً من واحد الزمن
حتى قضى بنقيع السمِّ ممتثلا   لأمر بارئه في السرِّ والعلن
من مبلغ المصطفى والطهر فاطمةٍ   إن الحسين دما يبكي على الحسن
يدعوه يا عضُدي في كل نائبةٍ   ومسعدي إن رماني الدهر بالوهن
لهفي لزينب تدعوه ومقلتُها   عبرى وأدمعها كالعارض الهتن(1)

(1) ـ ديوان عبد الحسين شكر ص70.