قضى الزكيُّ فنوحوا يا محبيه   وابكوا عليه فذي الأملاكُ تبكيه
قضى ابن فاطمة الطهر البتولة من   عمَّ البرايا جميعا في أياديه
قضى وقد قُطّعت أحشاؤُه قطعا   وصار يقذفها بالطشت من فيه
قضى واظلمَّ وجهُ الكائنات أسىً   لما أصات بصوت الحزن ناعيه
ولم يزل كاظما للغيظ محتسبا   على الأذى صابرا في جنب باريه
حتى قضى بنقيع السمِّ مضطهدا   وجُرِّع الحتف قسرا من أعاديه
وأصبح المجدُ قد هُدَّت قواعدُه   والجودُ أصبح ينعاه ويبكيه(1)

(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع).