اقصري عن ملامتي وعتابي   لست تدرين يا اميمُ بما بي
لو تذوقين ما أذوقُ من الو   جد لما لُمتُ فاشربي من شرابي
ثم ما شئتُ فاعذري أو فلومي   واقرعي بالعتاب والعذل بابي
أولم تنظري برأسي اشتعال الـ   شيب مثل المصباح أو كالشهاب
يا اميمُ ابيضت من الحزن عيني   فارفقي بي وراقبي في ثيابي
أو فكُفي عن الملام فإني   لأخو زفرةٍ وحلف اكتئاب
إنَّ رزئي بالسبط رزءٌ عظيمٌ   ومصابٌ مرُّ المذاق كصاب(1)
غيل في ناقعٍ من السمِّ دافتـ   ـه إليه ضغائنُ الأحزاب
فقضى بعد قذف أحشاهُ في الطشت   شهيدا تنعاه آيُ الكتاب
وبكاه المحراب والمسجد الأعـ   ـظم والمنبر الفخيم الجناب
والحسينُ الشهيدُ مما دهاه   من مصابٍ أذاب صمَّ الصلاب
شقَّ جيب الفؤاد والصبر حزنا   وحثى فوق رأسه بالتراب
ومشى خلف نعشه حاسر الرأ   س حزينا ينعاه للأحباب
وبنو هاشمٍ تحفُّ كما حفَّـ   ـت نجومٌ بكوكبٍ وشهاب
بحسين وبالسرير الذي قد   رفعته الأملاكُ قبل الصحاب(2)

(1) ـ الصاب: شجر مر.

(2) ـ رياض المدح والرثاء ص411.