هو نقطةُ العلم الغزير ومن له   نصُّ الغدير هو الهدى والهادي
هو آية الله العظيمة في الورى   والصدرُ في الإصدار والإيراد
من أيَّد الله النبيَّ بسيفه   جهرا وسرا سائر الأمجاد
صنو الرسول ونفسه وشريكُه   فيما عدا الإرسال للإرشاد
حارت جميعُ الخلق في أحواله   من ثاقبي الإفهام والنُقاد
إذ كان لم يعرفه إلا ربُّه   ونبيُّه ربُ الفخار البادي
بينا عزيمتُه تدانى دونها   أعلا العلاة وشامخ الأطواد
إذ قاده أدنا الدُناة ملببا   للسامري وعجله بمقاد
ويروم حرق خبائه ويرضُّ جنـ   بي زوجه الزهراء ركنُ فساد
ويُدَبُّ عن رتب الخلافة موهنا   ويُسَّب بالأعياد في الأعواد
ويُشَجُّ في الشهر الكريم كريمُه   في ورده ظلما بسيف مرادي
قد غاله وسط الصلاة مناجيا   لله في المحراب شرُّ معادي
لهفي له لما علاه بضربة   نجلاء قد سُقيت بسُمِّ عناد
وبقي ثلاثا مدنفا لا شاكيا   بل شاكرا إذ حاز خير مفاد
متبتلا ومحمدلاً ومهللا   ومكبِّراً قد فُزتُ باستشهاد
فارتام يوصي بالذي يختاره   خير الوصية خيرةَ الأولاد
حتى أراد الله إنفاذ القضا   فمضى من الفاني إلى الإخلاد
فتشرفت أرضُ الغريِّ بقبره   فاختار منها التربُ نورا بادي
إذ قد حوت بدر البدور ونورها   فاعجب لبدرٍ حلَّ في الألحاد
فبكى جميعُ العالمين لرزئه   والنيراتُ تجلَّلت بسواد(1)

(1) ـ رياض المدح والرثاء ص186.