كسى الدين طول الدهر ثوب المصائب   مصابٌ رقى من غالبٍ أيَّ غارب
فيالك من رزءٍ أطلَّ بروعةٍ   وأضرم نار الحزن بين الجوانب
غداة أصاب الدين سيف ابن ملجمٍ   وأردى عليا خير ماشٍ وراكب
وراح عليه الروح جبريل ناعياً   وطبَّق حزنا شرقَها بالمغارب
وضجَّت عليه الجنُّ والأنس بالبكا   بدمعٍ سفوحٍ كالسحائب ساكب
مدارسُه أضحت دوارس بعده   وليس بها غير الصدى من مجاوب
وظلت يتامى المسلمين نوادبا   تحنُّ حنين اليعمُلات(1) السواغب
ولم أدر لما أن سرى فيه نعشه   وحفَّت به أبنا لويِّ ابن غالب
هو المرتضى في نعشه يحملونه   أم العرشُ ساروا فيه فوق المناكب
وما مرَّ إلا وانحنى كلُّ شاهقٍ   عليه وأهوت زاهرات الكواكب
وقد دفنوا في قبره الدين والتقى   وبدرا يُجلّي داجيات الغياهب(2)
بني مضرٍ نضِّي الفخار لفقده   وقومي البَسي للحزن ثوبَ المصائب(3)

(1) ـ النياق الجائعة.

(2) ـ جمع غيهب: الظلمة.

(3) ـ رياض المدح والرثاء ص217.