ولقد يعزُّ على رسول الله   ما جنت الصحابه
منعوا البتولة أن تنوحَ   عليه أو تبكي مصابه
لم يحفظوا للمرتضى   رحم النبوة والقرابه
قد أطفأوا نور الهدى   مذ أضرموا بالنار بابه
أسدُ الإله فيكف قد   ولَجَت ذئابُ القوم غابه
وعدوا على بنت الهدى   ضربا بحضرته المهابه
بيتُ النبوة بيتُها   شادت يدُ الباري قبابه
أذن الإله برفعه   والقوم قد هتكوا حجابه
بأبي وديعة أحمدٍ   جرعا سقاها الظلم صابه
عاشت معصَّبة الجبين   تئنُ من تلك العصابه
حتى قضت وعيونُها   عبرى ومهجتُها مذابه
وامضُّ خطبٍ في حشى الإسـ   لام قد أورى التهابه
بالليل واراها الوصيُّ   وقبرُها عفّى ترابه(1)

(1) ـ وفاة الصديقة.