يومٌ قضى فيه النبيُّ نحبه   فظلَّت الدنيا له تنتحبُ
وانقلب الناسُ على أعقابِهم   ولن يضرَّ الله من ينقلب
وأقبلوا إلى البتول عنوةٍ   وحول دارها أديرَ الحطب
فاستقبلتهم فاطمٌ وظنُّها   إن كلمتهم رجعوا وانقلبوا
حتى إذا خلّت عن الباب وقد   لاذت وراها منهمُ تحتجب
فكسروا أضلاعها واغتصبوا   ميراثَها وللشهود كذَّبوا
وأخرجوا الكرار من منزله   وهو ببند سيفه مُلبَّب
وخلفهم فاطمةُ تَعثَر في   أذيالها وقلبُها منشعب
تصيح خلُّوا عن عليٍّ قبل أن   أدعو وفيكم أرضُكم تنقلب
فأقبل العبد لها يضربها   بالسوط وهي بالنبيِّ يندب
يا والدي هذا عليٌّ بعد عيـ   ـنيك على اغتصابه تألبوا
ولو تراني والعدى تخالفوا   عليَّ لما غيبتك الترب
وجرعوني صحبك الصاب وقد   تراكمت منهم عليَّ الكُرب
ولم تزل تجرعُ منهم غصصا   تندكُّ منها الراسياتُ الهُضَّب
حتى قضت بحسرة مهظومةٍ   حقوقُها وفيؤُها مستلب(1)

(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع).