ربيبةُ حُجر المصطفى عزَّ شأنُها   بعلم مدى العشر العقول غمارَها
أقرَّت من الإيمان عيناً بشخصها   وفد سَلَبَت أيدي العداة قرارَها
عصائبُ في ليل الضلال تسكَّعت   لإطفاء نور الله تُوقِدُ نارها
صبيحةَ دار القومُ حول رواقها   وراحت بنار الحقد تُحرقُ دارها
وقد دخلت من غير إذنٍ خباءها   وعنها أماطت حُجبَها وستارها
فما أمهل الأقوام بنت محمدٍ   تلوثُ عليها مُرطَها وخمارها
إذا كنت لم تعلم على الطهر ما جرى   بدار الحمى سل بابَها وجدارها
لقد أسقطت منها الجنين بحنَّةٍ   من الهمِّ تُشجي خُمسها وعِشارها
وريعت بوكر القدس منها فراخُها   وأعينُها رعبُ الرجال أطارها
فما هجعت عينٌ لها ذات عبرةٍ   أطالت شجاها ليلَها ونهارها
أتكسرُ كفَّ البغي أضلعُ فاطمٍ   وما أصلح الإسلامُ منها انجبارها
وفي صدرها المسمارُ قد ظلَّ ثابتا   وقد لقيت منها الضلوعُ انكسارها
أفاطمة بالسوط بسودُّ متنُها   وأعينُها باللطم تُبدي احمرارها
فما بَرِحت مسجورة القلب بالشجى   تُصوِّبُ من حمر الدموع غزارها(1)

(1) ـ ديوان الحويزي ج2 ص67.