جوهرةُ القدس من الكنز الخفي   باءت فابدت عاليات الأحرف
وقد تجلَّى من سماء العظمه   في عالم الأسماء أسما كلمه
فإنها الحوراء في النزول   وفي الصعود محورُ العقول
صدِّيقةٌ لا مثلُلها صديقه   تفرغ بالصدق عنالحقيقه
هي البتول الطهر والعذراءُ   كريمة الطهر ولا سواء
فإنها سيدةُ النساء   ومريمُ الكبرى بلا خفاء
لهفي لها لقد أضيع قدرها   حتى توارى بالحجاب نورُها
تجرَّ‘ت من غُصص الزمان   = ما جاوز الحدَّ من البيان
وما أصابها من المصاب   مفتاحُ بابه حديثُ الباب
إنَّ حديث الباب ذو شجون   مما جنت به يدُ الخئون
أيهجم العدى على باب الهدى   ومهبط الوحي ومنتدى الندى
أتُضرم النار بباب دارِِها   وآية النور على منارها
وإنَّ كسر الضلع ليس ينجبر   إلا بصُمصام عزيزٍ مقتدر
إذ رضَّ تلك الأضلع الزكّية   رزيةٌ لا مثلُها رزيَّة
ومن نبوع الدم من ثدييها   يُعرفُ عُظمُ ما جرى عليها
وجاوز الحدَّ بلطم الخدِّ   شُّلَّت يدُ الطغيان والتعدي
فاحمرت العينُ وعينُ المعرفه   تَذرِفُ بالدمع على تلك الصفه
والأثر الباقي كمثل الدُملُجِ   في عضُد الزهراءِ أقوى الحجج
والباب والجدارُ والدماءُ   شهودُ صدٍُ ما له خفاءُ(1)

(1) ـ الأنوار القدسية ديوان الشيخ محمد حسين الاصفهاني.