عرِّج على جدث المختار في القِدَمِ   والمصطفى قبل خلق اللوح والقلم
واسق العراص من الأجفان من كبد   تحولت بالجوى دمعا عقيب دم
وأرسل الزفرات القاتلات شجىً   لفقده لوما لاقى من الأمم
لم أنسه فوق فُرش السُقم حفَّ به   أهلوه من رهطه الأدنى أولي الكرم
يُصعِّدُ الطرف علما منه أنهم   يمسون ما بين مسمومٍ ومهتضم
فلم يزل تارةً يغشى عليه أسىً   وإن يُفق تارةً يوصي الورى بهم
حتى قضى وبعينيه قذىً وشجىً   بحلقه أسفا والقلب في ضرم
والهفتاه لخير المرسلين قضى   مقطَّع القلب من سُمٍّ(1) ومن ألم
يا راحلا زهرةُ الدنيا به رحلت   والروض زهرته من وابل الدِيَم
وقد بكى كلُّ شيءٍ في الوجود أسىً   حتى الحمامُ بقرع السنِّ بالندم
كلٌّ مصابٌ به لكنَّ عترته   أشكى الورى فهم الأدنون في الرحم(2)

(1) ـ يؤكد الشاعر هنا الرواية القائلة أن رسول الله مات بسبب سم دسته إليه إحدى النساء اليهوديات، راجع البحار فهناك أكثر من رواية تبين كيفية موته (ص) بالسم وقد قال البهبهاني صاحب الدمعة الساكبة عن تلك الروايات بأنها معتبرة ونص كلامه: قد وردت أحاديث معتبرة أن النبي مات شهيدا مسموما ج1 ص223.

(2) ـ شعراء القطيف ص282 علي المرهون.