هو الدهر بالإعجال تسري ركائبُه   كما كان بالآجال تسعى نوائبه
تولَّع بالسادات في كل كربةٍ   فما سيِّدٌ إلا رمته صوائبه
وحسبك موت المصطفى خير سيدٍ   ومن عمَّت الأكوان طرّا مواهبه
قضى فقضى من بعده الحقُّ واختفت   بأستار ليل الجور منه كواكبه
وجلَّل ثوب الدين ثوبُ كسوفها   كما خسفت بدر الوجود غياهبه
ولم أنس مهما أنسى فاطم مذ دعت   أباها بدمع أقرح الطرف ساكبه
لقد كنت يا خير الخلائق معقلا   تجلُّ عقال النائبات جوانبه
بنورك كانت تستضيء أولوا الحجا   فبعدك نور الحق أظلم لا حبه
فوا ضيعة الإسلام بعد كفيلها   وخيبة من أضنت عليه مآربه
ومن أين تعلو للمحامد رايةٌ   وأحمدُها في الترب رضَّت ترائبه
فهذا هو الرزء العظيم الذي به   عظيم البلا يُنسى وتسلى مصائبه(1)

(1) ـ رياض المدح والرثاء ص181 حسين بن علي البلادي البحراني.