أيُّ يومٍ ملأ الدنيا أسى   طبق الكون عجيجا وصياحا
يوم أضحى حرمُ الله به   للمغاوير على الطفِّ مباحا
أبرزت منه بنات المصطفى   حائراتٍ يتقارضن المناحا
أيُّها المدلج في زيَّافةٍ   تنشُرُ الأكم كما تطوي البطاحا
فإذا جئت الغريين أرح   فلقد نلت بمسراك النجاحا
صل ضريح المرتضى عنِّي وخذ   غرب عتبٍ يملأ القلب جراحا
قل له يا أسد الله استمع   نفثةً ضاق بها الصدر فباحا
كم رضيعٍ لك بالطفِّ قضى   عاطشا يقبضُ بالراحة راحا
أرضعته حُلُمُ النبل دما   من نَجيعِ النحر لا الدرَّ القراحا
ولكم ربةِ خدرٍ ما رأى   شخصها الوهم ولا بالظنِّ لاحا
لو تراها يوم أضحت بالعرى   جزعا تندب رحلا مستباحا(1)

(1) ـ مثير الأحزان ص126.