ما هاجني ذكر ذات البانِ والعلم   ولا السلام على سلمى بذي سلمٍ
لكن تذكرت مولاي الحسين وقد   أضحى بكرب البلا في كربلاء ظمي
وراح ثم جوادُ السبط يندبه   عالي الصهيل خليَّا طالب الخيم
فمذ رأته النساءُ الطاهرات بدى   يكادم(1) الأرض في خدِّ له وفم
فبرزن نادبةً حسرى وثاكلةً   عبرى ومعلولةً بالمدمع السجم
فجئن والسبط ملقى والنصال أبت   من كف مستلم أو ثغر ملتثم
والشمر ينحَرُ منه النحر من حنقٍ   والأرض ترجف خوفا من فعالهم
فتستُرُ الوجه في كمٍّ عقيلتُهم   وتنحني فوق قلب والهٍ كَلِم(2)
تدعو أخاها الغريب المستضام أخي   ياليت طرف المنايا عن علاك عمي
أخي لقد كنت غوثا للأرامل يا   غوث اليتامى وبحر الجود والكرم
وتستغيثُ رسول الله صارخةً   يا جدُّ أين الوصايا في ذوي الرَحِم
يا جدُّ لو نظرت عيناك من حزنٍ   للعترة الغزِّ بعد الصون والحَشَم
مشردين عين الأوطان قد قُهروا   ثكلى أسارى حيارى ضُرِّجوا بدم
يُسرى بهنَّ سبايا بعد عزِّهمُ   فوق النياق كسبي الروم والخَدَم(3)

(1) ـ يكادم: يعض.

(2) ـ كلم: مجروح.

(3) ـ الغدير: ج7 ص92.