فما أنس لا أنس الحسين ورهطه   وعترته بالطف ظلما تصرَّع
ولم أنسه والشمر من فوق رأسه   يُهشِّم صدار وهو للعلم مجمع
ولم أنس مظلوما ذبيحا من القفا   وقد كان نور الله في الأرض يلمع
يُقبّله الهادي الأمين بنحره   وموضع تقبيل النبيِّ يُقطَّع
إذا حزَّ عضوا منه نادى بجده   وشمرٌ على تصميمه ليس يرجع
وميَّزَ عنه الرأس ظلما وقسوةً   ولا عينه تندو ولا القلب يخشع
وجئن كريمات الرسول حواسرا   ولم يبق ثوبٌ لا يشقُّ وبرقع
تقبِّل جثمان الحسين سكينةُ   وشمرٌ لها بالسوط ضربا يُقنِّع
وترفع صوتا أمُ كلثوم بالبكا   وتشكوا إلى الله العليِّ وتفزع
وتندب من عُظم الرزية جدَّها   فلو جدُّنا ينظر إلينا ويسمع
أيا جدَّنا هذا الحسين معفرٌ   على الترب محزوزُ الوريدين مقطع
فجثمانهُ تحت الخيول ورأسه   عنادا بأطراف الأسنة يُرفَع
أيا جدَّنا سرنا سبايا حواسرا   كأنا سبايا الروم بل نحن أوضع
أيا جدَّنا شمرٌ يَبُزُّ قناعَنا   ويضربنا ضرب الإماءِ ويُوجع
أيا جدنا زين العباد مكبَّل   عليلٌ سقيمٌ مُدنفٌ متوجِّع
إذا ما رآنا حاسراتٍ بلا غطا   تكاد الحشا تنفتُّ والروح تُنزَع(1)

(1) ـ أدب الطف ج5 ص18.