خلِّ الحزين بهمِّه وبلائه   وبوجوده وحنينه وبكائه
لا تعذل الحمزون تجرح قلبه   فالبين أورى النار في أحشائه
لو نال رضوى بعض من قد نلته   هدَّ البلاء لصخره وصفائه
والله ما أجرى الدما من مقتلي   إلا الحسين مغسَّلا بدمائه
أبكي له أم لليتامى حوله   أم للجود أنوح أم لنسائه
أم أسكب الدمع المصون لفتيةٍ   عافوا الحياة وطيبها لفدائه
يا عينُ سُحِّي للغريب واسكبي   وتعوَّدي سهر الدجى لنعائه
لهفي له والشمر يقطع رأسه   وخيولُهم تجري على أعضائه
والمهر يندبه ويلثم نحره   ويقول عاري السرج في بيدائه
قُتل الحسين وهُتّكت نسوانُه   وغدا يباح المحتمى بحمائه(1)

(1) ـ المنتخب ص230.