كربلا لازلت كرباً وبلا   ما لقي عندك آل المصطفى
كم على تربك لما صرِّعوا   من دم سال ومن دمع جرى
لم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا   بحدى السيف على ورد الردى
يا رسول الله لو عاينتهم   وهم ما بين قتلٍ وسبا
من رَميضٍ يُمنع الظلَّ ومن   عاطشٍ يُسقى أنابيب القنا
ومسوقٍ عائرٍ يُسعى به   خلف محمولٍ على غير وطا
لرأت عيناك منهم منظرا   للحشى شجوا وللعين قذى
ليس هذا لرسول الله يا   أمة الطغيان والبغي جزا
جزروا جزر الأضاحي نسله   ثم ساقوا أهله سوق الإما
يا قتيلً قَوَّض الدهر به   عُمُدَ الدين وأعلام الهدى
قتلوه بعد علمٍ منهمُ   أنه خامسُ أصحاب الكسا
وا صريعاً عالج الموت بلا   شدِّ لحيين ولا مدِّ ردا
غسّلوه بدم الطعن وما   كفَّنوه غير بوغاء الثرى
ميتٌ تبكي له فاطمةٌ   وأبوها وعليٌّ ذو العلى
لو رسول الله يحيى بعده   قعد اليوم عليه للعزا(1)

(1) ـ الدر النضيد ص3.