الله يا حامي الشريعة   أتقرُّ وهي كذا مروعه
مات التصبُّر بانتظار   رك أيها المحيي الشريعه
فانهض فما أبقى التحمُّلُ   غير أحشاءٍ جزوعه
فالسيفُ إنَّ به شفاء   قلوب شيعتك الوجيعه
فسواه منهم ليس يُنعشُ   هذه النفس الصريعه
كم ذا القعود ودينكم   هُدمت قواعد الرفيعه
تنعى الفروع أصوله   وأصوله تنعى فروعه
فاشحذ شبا عَضبٍ له الأ   رواح مذعنةٌ مطيعه
واطلب به بدم القتيل   بكربلا في خير شيعه
ماذا يهيجُك إن صبرت   لوقعة الطف الفضيعه
أترى تجيء فجيعةٌ   بامضَّ من تلك الفجيعه
حيث الحسين على الثرى   خيل العدى طحنت ضلوعه
قتلته آل أميةٍ   ظامٍ إلى جنب الشريعه
ورضيعه بدم الوريد   مخضَّبٌ فاطلب رضيعه
وسبيةٍ باتت بأفعى   الهمِّ مهجتُها لسيعه
سُلبت وما سُلبت محا   مدُ عزِّها الغرُّ البديعه
تدعو ومن تدعو تلك   كفاه دعوتها صريعه
حُملت ودائعُكم إلى   من ليس يعرف ما الوديعه(1)

(1) ـ ديوان السيد حيدر ص88/91.