لووا جانبا عن مورد الضيم فانثنوا   على الأرض صرعى سيِّداً بعد سيد
هووا للثرى نهب السيوف جسومهم   عوارٍ ولكن بالمكارم ترتدي
وأضحى يُدير السبط عينيه لا يرى   سوى جثثٍ منهم على الترب ركَّد
أحاطت به سبعون ألفا فردَّها   شوارد أمثال النعام المشرَّد
وقام عديم النصر بين جموعهم   وحيدا يحامي عن شريعة أحمد
إلى أن هوى للأرض شلواً مبضعا   ولم يرو من حرِّ الظما قلبه الصدي
هوى فهوى التوحيد وانطمس الهدى   وحلَّت عرى الدين الحنيف المشيَّد
وأضحت عوادي الخيل من فوق صدره   تروح إلى كرِّ الطراد وتغتدي
وهاتفةٍ من جانب الخدر ثاكلٍ   بدت وهي حسرى تلطم الخدَّ باليد
وسيقت على عُجُف النياق أسيرةً   يطاف بها من مشهدٍ بعد مشهد
سرت تتهاداها علوج أميةٍ   فمن ملحد تهدى إلى شرِّ ملحد(1)

(1) ـ مثير الأحزان ص111.