حتى مَ هاشمُ لا يرفُّ لواها   فالسيل قد بلغ الزُبى وعلاها
ما نومُها عن كربلا وعميدُها   نهبته بيض أميةٍ وقناها
في يوم حربٍ فيه حربٌ ألبت   أوغادها واستنهضت حلفاها
وعلى الشريعة خيَّمت بجموعها   كي لا تُذيقَ بني النبيِّ رواها
فأبى أبيُّ الظيم أن يُعطي يدا   للذل أو يهوي صريع ثراها
وسطا بعزم ما السيوف كحدِّه   يوم اللقا هو في الطلى أمضاها
يسطو ونيرانُ الظما في قلبه   ما بين جنبيه تشبُّ لظاها
حتى دعاه الله أن يغدو له   ويجيب داعيه لأمر قضاها
فهوى على وجه الثرى لرماحها   وسهامها نهبا وطعم ظباها
ومضى الجواد إلى المخيم ناعيا   لبنات فاطم كهفها وحماها
فبكيت بنات المصطفى مذ جاءها   وبكت ملائكةُ السما لبكاها
وفررن للسجاد من خوف العدى   تشكو فصدَّعت الصفا شكواها
دع عنك نهبا صيح في أبياتها   والنارُ لما اضرمت بخباها
لكن لزينب والنساء تلهفي   من خدرها من ذا الذي أبداها
ابرزن من حُجُبِ النبوة حسّراً   وتناهبت أيدي العدو رداها
وإلى ابن هندٍ للشئام سروا بها   أفهل علمتم كيف كان سُراها
ويزيدُ يهتف تارةً في أهله   ويسُبُّ أخرى قومَها وأباها(1)

(1) ـ البابليات ج4 ص58.