أهاشمُ هُبي واشحذي البيض والسمرا   لكي تدركي من آل حربٍ لك الوترا
أهاشم قد ضاق الخناقُ فضيِّقي   على آل حربٍ بالضبا سعة الغبرا
تنامين لا نامت عيونُك عن عدىً   سقتك كؤوس الحتف ممزوجةً صبرا
أصبرا ليوث الحرب عن يوم كربلا   ولم توردوا أكبادها البيض والسمرا
أصبرا وقد جَذَّتْ ضباها أنوفَكم   وثبت قناها في حشاكم لها نهرا
فهبوا خفانا يا بني المجد والطلبوا   بيوم حسينٍ إذ غدا دمُه هدرا
فقد رفعت حرب رؤوس علاكم   بسمر القنا تحكي بزهرتها الزهرا
وفخركم زين العباد مقيدٌ   أسيرٌ إلى من كان أعظمها كفرا
ونسوتُكم فوق المطيِّ حواسرا   إلى الشام تهدي لا قناع ولا سترا
تنادي ولكن لم تجد من يجيبها   سوى صبيةٍ تشكوا إليها أذى المسرا
بني المجد ذلَّت بعد عزٍّ نساؤكم   فسارت إلى الشامات حاسرةً أسرى
وقد أدخلوها مجلس الكفر والخنا   مربقةً بالحبل باكيةً عبرى
فأوقفها الطاغي يزيدُ إهانةً   وقد صدَّ عنها مُعرِضا يشرب الخمرا(1)

(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع).