وراءك عني حسبي اليوم ما بيا   وكُفي ملامي لا عليَّ ولا ليا
أمن بعد يوم ابن النبيِّ بكربلا   يجيب فؤادي للصبابة داعيا
غداة ابن هندٍ شبها نارُ فتنةٍ   بها عاد جمر الوجد للحشر ذاكيا
وقاد لحرب ابن النبيِّ جحافلا   وأوقدها حربا تشيبب النواصيا
فهب لها حامي حمى الدين مفردا   بأهلي وبي افدي الفريد المحاميا
وما زال للأرواح يخطف سيفه   إلى أن هوى شلواً على الأرض ثاويا
تُضلله سمر الرماح وتارةً   تهيل عليه العاصفات السوافيا
ألا في سبيل الله من رضَّ صدره   عليه بنو حربٍ تجيل المذاكيا
تريب المحايا في الصعيد معفرا   ثلاثا على وجه البسيطة عاريا
ومن حوله أشلاء أبناء مجده   دوامٍ بنفسي أفتديها دواميا
وسارت بأطراف الأسنة والقنا   رؤوسهم يجلو سناها الدياجيا
وللشام قد سيقت حرائر هاشمٍ   وغير العدا لم تلف في السير حاديا
تجوب بها بيد القفار أميةٌ   على هُزَّل في السير تطوي الفيافيا
تنادي سراة الطالبين قومها   بصوت يدكُّ الشامخات الرواسيا(1)

(1) ـ البابليات ج4 ص65.