يا من له في أرض قلبي منزلٌ   نِعمَ المراد الرحبُ والمسترجعُ
أهواك حتى في حُشاشةٍ مهجتي   نارٌ تشُبُّ على هواك وتلذع
وتكاد نفسي أن تذوب صبابةً   خلقا وطبعا لا كمن يتطبَّع
ولقد بكيت لقتل آل محمدٍ   بالطفِّ حتى كل عضوٍ مدمع
عقرت بناتُ الأعوجية هل درت   ما يُستباح بها وماذا يُصنع
وحريم آل محمدٍ بين العدى   نهبٌ تقاسَمُه اللئامُ الواضع
تلك الضعائن كالإماء متى تُسَق   يُعنَف بهنَّ وبالسياط تُقنَّع
من فوق أقتاب الجمال يشلّها   لكعٌ على حنقٍ وعبد أكوع
مثل السبايا بل أذلّ يُشقُّ   منهن الخمار ويُستباح البُرقُع
فمصفدٌ في قيده لا يفتدى   وكريمةً تسبى وقرطٌ يُنزع
تالله لا أنسى الحسين وشِلوَه   تحت السنابك بالعراء موزَّع
متلفعا حمر الثياب وفي غدٍ   بالخضر في فردَوسه يتلفَّع
تطأ السنابك صدره وجبينه   والأرض ترجف خيفةً وتضعضع
والشمس ناشرةُ الذوائب ثاكلٌ   والدهرُ مشقوق الرداء مُقنَّع
لهفي على تلك الدماء تُراقُ في   أيدي أمية عنوةً وتُضيَّع(1)

(1) ـ أدب الطف ج5 ص63.