يا من إذا عُدَّت فضائل غيره   رَجَحَت فضائله وكان الأفضلا
إني لأعذر حاسديك على الذي   أولاك ربك ذو الجلال وفضلا
إن يحسدوك على علاك فإنما   متسافل الدرجات يحسد من علا
وبليلةٍ نحو المدائن قاصدا   فيها لسلمانٍ أتيت مغسلا
يا ليت في الإحياء شخصك حاضرٌ   وحسينُ مطروحٌ بعرصة كربلا
عُريان يكسوه الصعيد ملابسا   أفديه مسلوب اللباس مسربلا
متوسدا خرَّ الصعيد معفَّرا   بدمائه تَرِبَ الجبين مرمَّلا
ظمآن مجروح الجوارح لم يجد   ماءً سوى دمه المبدَّد بالفلا
ولصدره تطأ الخيول وطالما   بسريره جبريلُ كان موكَّلا
عُقِرَت أما علمت لأيّ معظَّمٍ   وطأت وصدرا غادرته مفصلا
ولثغره تعلو السياط وطالما   شغفا له كان النبيُّ مقبلا
وبنوه في أسر الطغاة صوارخٌ   ولهاء معولةً تجاوبُ معولا
ونساءُه من حوله يندبنه   بأبي النساء النادبات الثُكَّلا(1)

(1) ـ أدب الطف ج4 ص172 جواد شبر.