قف بالطفوف وجُد بفيض الأدمع   إن كنت ذا حزنٍ وقلبٍ موجع
يا سعدُ ساعدني على طول البكا   وأذل دموعك بين تلك الأربع
والبس ثياب الحزن سودا واكتحل   إن كنت مكتحلا بحرِّ الأدمع
أيبيت جسم ابن النبيِّ على الثرى   ويبيت من فوق الحشايا مضجعي
تباً لقلب لا يُقطَّعُ بعده   أسفا بسيف الحزن أيَّ تقطع
لم أنسه في كربلاء مخاطبا   من ليس يسمع ما يقول ولا يعي
سفهاً لرأيكم انسبوني تعلموا   أني ابن أكرم شافعٍ ومشفَّع
قالوا له هو ما تقول وإنما   ناديت يابن الطهر من لم يسمع
فغدا يكرُّ عليهم بحسامه   كرَّ الوصيِّ أبيه لم يتروع
حتى أتاح له القضا سهما قضى   فيه وغلةُ صدره لم تنفع
سهمٌ أصاب حشاك يا ابن محمدٍ   ظلما أصاب حشى البطين الأنزع
لم أنس لا والله زينب إذ مشت   وهي الوقور إليه مشي المسرع
تدعوه والأحزانُ ملأُ فؤادها   والطرف يسفح بالدموع الهُمَّع
أأخيَّ مالك عن بناتك معرضا   والكل منك بمنظرٍ وبمسمع
أأخيَّ ما عودتني منك الجفا   فعلام تجوفي وتجفو من معي
أنعم جوابا يا حسينُ أما ترى   شمر الخنا بالسوط كسَّر أضلعي
فأجابها من فوق شاهقة القنا   قُضي القضاء بما جرى فاسترجعي
وتكفلي حال اليتامى وانظري   ما كنت أصنع في حماهم فاصعني(1)

(1) أدب الطف ج6 ص122 ويبدو أن المقطوعة المذكورة ليست كلها للشيخ محمد بن شريف بل ان الأبيات الأخيرة هي لأحد شعراء البحرين كما أكد لي ذلك الأستاذ الخطيب الشيخ جعفر الهلالي (حفظه الله).