لست أنساه مفردا بين جمع   أبرزوا فيه كامن الأحقاد
يحطِمُ الجيش رابط الجأش حتى   صبغ الأرض من دماء الأعادي
وإذا بالنداء عجِّل فلبى   وهوى للسجود فوق الوهاد
عجبا للسماء لم تهو حزنا   فوق وجه البسيط بعد العماد
عجبا للمهاد كيف استقرَّت   ونظام الوجود تحت العوادي
عجبا للنجوم كيف استنارت   لم تغب بعد نورها الوقاد
ومثير الأشجان رزء الأيامى   مذ وعت بالصهيل صوت الجواد
برزت للقاء تعثر في الذيل   وقاني الدموع شبه الغوادي
فرأت سرجة خليَّا فنادت   تلك وا والدي وذي وا عمادي
وغدت ولَّهاً بغير شعور   نحو مثوى بقيِّة الأمجاد
فرأت في الصعيد ملقىً حماها   هشمت صدره خيول الأعادي
فدعت والجفون قرحى وي القلب   لهيبٌ من الأسى ذو اتقاد
أحمى الضائعات بعدك ضعنا   في يد النائبات حسرى بوادي
أو ما تنظر الفواطم في الأسر   وستر الوجوه منها الأيادي(1)

(1) ديوان عبد الحسين شكر ص23.