يا راكباً شدقيما في قوائمه   يطوي أديم الفيافي كلما ذرعا
يجتاب متَّقد الرمضاء مستعراً   لو جازه الطير في رمضائه وقعا
عج بالمدينة واصرخ في شوارعها   بصرخةٍ تملأ الدنيا بها جزعا
ناد الذين إذا نادى الصريخ بهم   لبوه قبل صدىً من صوته رجعا
قل يا بني شيبة الحمد الذين بهم   قامت دعائم دين الله وارتفعا
قوموا فقد عصفت بالطفِّ عاصفةٌ   مالت بأرجاء طود العزِّ فانصدعا
إن لم تسُدُّوا الفضا نقعا فلم تجدوا   إلى العلا لكم من منهج شرعا
فلتلطم الخيل خدَّ الأرض عاريةً   فإن خدَّ حسينٍ للثرى ضرعا
ولتملأ الأرض نعيا في صوارمكم   فإن ناعي حسينٍ في السماء نعى
ولتذهل اليوم منكم كلُّ مرضعةٍ   فطفله من دما أوداجه رضعا
لئن ثوى جسمه في كربلاء لقىً   فرأسه لنساه في السباء رعى
نسيتم أو تناسيتم كرائمَكم   بعد الكرام عليها الذل قد رقعا(1)

(1) ديوان الكواز ص32.