ضَحِكَ المشيب بعارضيك فُنح أسىً   أسفا على عمرٍ مضى وتصرَّما
وإذا أطل عليك شهر محرمٍ   فابك القتيل بكربلاء على ظما
قلبي يذوب إذا ذكرت مصابه ال   مرَّ المذاق ومقلتي تجري دما
والله لا أنساه فردا يلتقي   بالرغم جيشا للضلال عرمرما
والسمر والبيض الرقاق تنوشه   حتى اصيب بسهم حتفٍ فراتما
فهوى صريعا في الرغام مجدلا   ينوي الخيام مودِّعا ومسلما
ومضى الجواد إلى الخيام محمحما   دامي النواصي بالقضية معلما
فخرجن نسوته الكرائم حسَّرا   ينثرن دمعا في الخدود منظَّما
فبصرن بالشمر الخبيث مسارعا   بالسيف في النحر الشريف محكما
حتى برا الرأس الشريف من القفا   فغدا على رأس السنان مقوَّما
فارتجب السبع الطباق وزلزلت   أركانُها والأرض ناحت والسما
يا راكبا نحو المدينة قف بها   عند الرسول معزِّيا متظلما
هذا الحسين بكربلا عهدي به   شفتاه ناشفتان من حر الظما
وانح البتول وقل أيا ستَّ النسا   أعلمت قاصمة الظهور بنا وما
ستَّ النساء ربيب حجرك في الثرى   عاري اللباس مسربلا حلل الدما
ستَّ النساء رضيع ثديك رضّضت   خيل العدى أضلاعه والأعظما
وبناتُك الخفرات في أيدي العدى   خلفتُهن مكشفاتٍ كالإما
ابرزن من بعد الخدور حواسرا   سلب العدى منها الردا والمعصما(1)

(1) أدب الطف ج5 ص255.