فلا عيش في الدنيا يروق صفاؤُه   ولم يك عذبا شرابها وطعامها
فلو أنها تصفو صَفَت لابنِ أحمدٍ   وما ناضلته في المنايا سهامها
أتته بنو حرب تجرُّ جموعها   مثال الدبى سدَّ الفضاء جهامها
فثار لها ابن المرتضى بصفيحةٍ   ذعاف المنايا حدُّها وسمامها
رماها أبو السجاد منهه بعزمة   يُجّبن أساد العرين اصطدامها
فاورد أولاها بكأس أخيرها   وخرّت سجودا طوع ماضيه هامها
نعم قد رأى أن الحياة مذلةٌ   وعزَّته في القتل يسمو مقامها
هناك قضى نفس الفداء لمن قضى   وغلتُه لم يُطف منها أوامها
بكته السما والأرضُ والجنُّ كلُّها   وناحت له وحش الفلا وحمامها
فيا ثلمةً في الدين أعوزَ سدّها   ويا خطةً شأنُ الوجود احترامها
كرائمُ بيت الوحي أضحت مهانةً   ترامى بها عرض الفلاة لئاما(1)

(1) البابليات ج3، ص113.