كأن قدودهم أنبتت   على كثب الرمل قضبانها
حججنا بها كعبة للسرور   ترانا نمسح أركانها
فطوراً أعانق أغضانها   وطوراً أنادم غزلانها
على عاتق إن خبت شمسنا   فضضنا عن الشمس أدنانها
وإن ظهرت لك محجوبة   قرأت بأنفك عنوانها
كميت من الراح لكنما   جعلنا من الروح فرسانها
إذا وجدت حلبة للسرور   وكان مدى السكر ميدانها
يطوف بها بابلي الجفون   تفضح خداه ألوانها
إذا ما ادعت سقماً مقلتاه   أقمت بجسمي برهانها
بكأس إذا ما علاها المزاج   أحال الى التبر مرجانها
كأن الحباب وقد قلد   ته در يفصل عقيانها
ومسمعة (1) مثل شمس الضحى   أضافت إلى الحسن إحسانها
وراقصة رقصها للحون   عروض تقيد أوزانها
ولما طوى الليل ثوب النهار   وجرت دياجيه أردانها
جلونا عرائس مثل اللجين   ضنعنا من النار تيجانها
وصاغت مدامعها حلية   عليها توشح جثمانها
رماحاً من الشمع تفري الدجى   إذا صقل الليل خراصانها
بها ما بأفئدة العاشقين   فليست تفارق نيرانها
وقد أشبهت رقباء الحبيب   فما يدخل الغمض أجفانها
وفيها دليل بأن النفو   س تبقى وتذهب أبدانها

(1) المسمعلة، المغنية