أداروا الهوى صرفاً فغادرهم صرعى   فلما صحوا من سكرهم شربوا الدمعا
وما علموا أن ألهوى لو تكلفوا   محبة أهليه لصار لهم طبعا
ولما استلذوا موتهم بعذابه   وعيشهم في عدمه سألوا الرجعى
إذا فقدوا بعض الغرام تولهوا   كأن الهوى سن الغرام لهم شرعا
وقد دفعوا عن وجدهم كل سلوة   ولو وجدته ما أطاقت له دفعا
وطاب لهم وقع السهام فما جلوا   لصائبها بيضاً ولا نسجوا درعا
فكيف يعد اللوم نصحاً لديهم   إذ كان ضر الحب عندهم نفعا

ومنها:

خلا الربع من أحبابهم وقلوبهم   ملاء بهم فالربع من سأل الربعا
سل الورق عن يوم الفراق فإنه   بأيسر خطب منه علمها السجعا
إذا صدحت فاعلم بأن كبودها   مؤرثة غماً تكابده صدعى
وذاك بأن الين بان بإلفها   وكيف ينال الوصل من وجد القطعا
وأهل الهوى إن صافحتهم يد النوى   رأوا نهيهاأمراً وتفريقها جمعا
رعى وسقى الله القلوب التي رعت   فأسقت بما ألقت وأخرجت المرعى
وحياً وأحيا أنفساً أحيت النهى   وحيت فاحيتنا مناقبها سمعاً
سحائب إن شيمت عن الموصل التي   بها حلت الانواء أحسنت الصنعا
أوائلها من شهر زور إذا اعتزت   جزى الله بالخير الأراكة والفرعا
وجدت الحيا عنها بنجعة غيره   فأعقبنا ريا وأحسبنا شبعا
ونلنا به وتر العطاء وشفعه   كأنا أقمنا نحوه الوتر والشفعا