لما نعى الناعي أبا نصر   سدت علي مطالع الصبر
وجرت دموع العين ساجمة   منهلة كتتابع القطر
ولزمت قلباً كاد يلفظه   صدري لفرقة ذلك الصدر
ولى فأضحى العصر في عطل   منه وكان قلادة العصر
حفروا له قبراً وما علموا   ما خلفوا في ذلك القبر
ما أفردوا في الترب وانصرفوا   إلا فريد الناس والدهر
تطويه حفرته فينشره   في كل وقت طيب النشر
يبديه لي حباً تذكره   حتى أخطاه وما أدري
تباً لدار كلها غصص   تأتي الوصال بنية الهجر
تنسي مرارتها حلاوتها   وتكر بعد العرف بالنكر