وقائلةٌ ماذا القعودُ وفي الحشا   تهلبُ نارٍ جمرها قد تسعرا
فقم أنت واضرب بالحسام وبالقنا   وقُدها أسودا واملأ الأرض عثيرا
فقلت لها والدمع منها كأنه   سحائب فوق الوجنين تحدّرا
فو الله لا انجزتُ للصحب موعدي   ولا أنا جردت الحسام المذكرا
ولا عرقت بي عصبةٌ هاشميةٌ   أسودٌ بيوم الرَوعِ والخطبُ قدعوا
هم الموقدون النار للحرب في الضحى   كما أوقدوها في دجى الليل للقِرى
فكم لهمُ من طعنة يسبق القضا   مداها وكم من ضربةٍ تقصم العرى
إلى أن دهى ما اعقب الدينَ وقعُه   أسىً وجرى حكم القضاء بما جرى
تداعوا إلى ورد المنون كأنهم   بدور تغشّاها الخسوف فغيرا
بنفسي وآبائي نفوسا قضت على   ظلماً ونداها مد مجراه أبحرا
بنفسي وآبائي نفوسا أبَت لها   جفونٌ بدار الذل أن تقبل الكرى
بنفسي رؤوسا فوق شاهقةِ القنا   تُعلى فينحطّ العلى واهلي الذرا
وأعظم خطبٍ لو يُصادفه الصفا   لذاب أسىً من وقعه وتفجرا
عقائل آل الله تستاقها العدا   على هُزّلٍ قد انحلتها يد السرى
ترى فوق أطراف القنا لحماتها   رؤوسا كامثال الكواكب نضّرا
وترنوا إلى أجسادها في ربى الثرى   نُبِذنَ على رغم المكارم بالعرا(1)

(1) البابليات ج2، ص149.