امربعُ الطفِّ ذا أم جانبُ الطور   حيا الحيا منك ربعا غير ممطور
كم فيك روضةُ قدسٍ أعبقت ارجا   كأنها جنةُ الوالدان والحور
يا كربلا حزت شأنا دونه زُحلٌ   وفزت بالسادة الغرِّ المغاوير
أيجمل الصبر في آل النبي وهم   جمعٌ قضوا بين مسمومٍ ومنحور
فأيُّ عين عليهم غيرُ باكيةٍ   وأيُّ قلبٍ عليهم غير مفطور
من مُبلِغُ المصطفى والطهر فاطمةٍ   أن الحسين طريح غير مقبور
من مبلغ المرتضى أن الحسينَ لُقىً   سقته أيدي المنايا كأس تكدير
وإنَّ أعظم شيءٍ سوق نسوته   أسرى يُسارُ بها من غير تسيير
وزينب ذات أشجان ومدمعها   في الخد ما بين منظومٍ ومنثور
تبكي وتُظهر مما في ضمائرها   من الأسى في رثاها كلَّ مستور
تقول يا قمراً حاقَ المحاقَ به   وشمسَ عِزٍّ عراها صرف تكوير
سُؤلي غياثي مُغيثي غايتب أملي   ركني عمادي عميدي عصمتي سوري(1)

(1) رياض المدح والرثاء ص692.