يا أيها المنزل المحيل   غاثك مستحفز هطول
أزرى عليك الزمان لما   شجاك من أهل الرحيل
لا تغترر بالزمان واعلم   أنّ يد الدهر تستطيل
فإن آجالنا قصارٌ   فيه وآمالنا تطول
تفنى الليالي وليس يفنى   شوقي ولا حسرتي تزول
لا صاحبٌ منصفٌ فاسلو   به ولا حافظٌ وصول
وكيف أبقى بلا صديق   باطنه باطنٌ جميل
يكون في البعد والتداني   يقول مثل الذي أقول
هيهات قلّ الوفاء فيهم   فلا حميمٌ ولا وصول
يا قوم ما بالنا جفينا   فلا كتاب ولا رسول
لو وجدوا بعض ما وجدنا   لكاتبونا ولم يحولوا
حالوا وخانوا ولم يجودوا   لنا بوصل ولم يُذيلوا
قلبي قريحٌ به كلومٌ   أفتنَه طرفك البخيل
أنحَلَ جسمي هواك حتى   كأنه خصرك النحيل
يا قاتلي بالصدود رفقاً   بمهجة شفّها غليل
غصنٌ من البان حيث مالت   ريح الخزامى به يميل
يسطو علينا بغنج لحظ   كأنه مرهف صقيل
كما سطت بالحسين قومٌ   أراذل ما لهم أُصول
يا أهل كوفان لم غدرتم   به وأنتم له نكول
أنتم كتبتم اليه كتباً   وفي طويّاتها دخول
قتلتموه بها فريداً   يا بأبي المفرد القتيل
ما عذركم في غد إذا ما   قامت لدى جدّه الذحول
أين الذي حين أرضعوه   ناغاه في المهد جبرئيل
أين الذي حين غمدوه   قبّله أحمد الرسول
أين الذي جدّه النبي   وأمه فاطم البتول
أنا ابن منصور لي لسان   على ذوي النصب يستطيل
ما الرفض ديني ولا اعتقادي   ولست عن مذهبي أحول