يا خليلي ومعيني   كلما رمت النُهوضا
داوِ دائي أو فعدني   مع عوّادي مريضا
فقبيح بك أن تَر   فضَ من ليس رفوضا
قد أتى من يوم عاشو   راء ما كان بغيضا
دَع نشيجي فيه يعلو   ودموعي أن تفيضا
وبناني قد خضبن ال   دم من سني عضيضا
وكن الناهض للحر   بِ متى كنت نهوضا
وأجعل الجيب لدمع   من مآقيك مغيصا
إنه يوم سقينا   من نواحيه مضيضا
هزل الدين ومن في   ه وقد كان نحيضا
ورمت مجهضة من   كان في البطن جهيضا
ودع الأطراب وأسمع   من مراثيه «القريضا»
لا ترد فيه وقد أد   نسنا ثوباً رحيضا
قل لقوم لم يزالوا   في الجهالات ربوضا
غرّهم أنهم سا   دوا وما شادوا بعوضا
في غدٍ بالرغم منكم   ستردّون القروضا
سوف تلقون بناءً   لكم طال نقيضا
والذي يحلو بأفوا   هكم اليوم حميضا
وقباباً أنتم في   ها وهاداً وحضيضا
واراها عن قريبٍ   كالدبى سوداً وبيضا
وترى للبيض والبي   ض عليهن وميضا
وعلى أكتادها كل   فتىً يلفى جريضا(1)
فبهم يطمع طرف   كان بالامس غضيضا
وبهم يبرأ من كا   ن وقد ضيموا المريضا
وبهم يرقد طرف   لم يكن وجداً غموضا
لأباةٍ دمهم سا   لَ على الأرض غريضا
رفع الرأس على عا   لي القنا يحكي الوميضا
وأنثنى الجسم الجرد ال   خيل بالعَدوِ رضيضا
حاش لي أن أن أتخلى   منهم أو أستعيضا
فسقى الله قبوراً   لهم العذب الغضيضا
وأبت إلا ثرى الأخ   ضر والروض الأريضا
وإليهنّ يشدّ ال   قوم هاتيك الغروضا
مانحوهنّ لندب   إنما قضوا فروضا
وحَيوهنّ استلاماً   يترك الأفواه فوضى

(1) الاكتاد : الظهور ، والجريض : المغموم .