حنت فاذكت لوعتي حنينا   أشكو من البين وتشكو البينا
قد عاث في أشخاصها طول السرى   بقدر ما عاث الفراق فينا
فخلها تمشي الهوينا طالما   أضحت تبارى الريح في البرينا
وكيف لا نأوي لها وهي التي   بها قطعنا السهل والحزونا
ها قد وجدنا البر بحراً زاخراً   فهل وجدنا غيرها سفينا
إن كن لا يفصحن بالشكوى لنا   فهن بالإرزام يشتكينا
قد عذبت لها دموعي لم تبت   هيماً عطاشا وترى المعينا
وقد تياسرت بهن جائرا   عن الحمى فاعدل بها يمينا
تحن اطلالا عفا آياتها   تعاقب الايام والسنينا
يقول صحبي أترى آثارهم   نعم ولكن لا ترى القطينا
لو لم تجد ربوعهم كو جدنا   للبين لم تبل كما بلينا
ما قدر الحي على سفك دمي   لو لم تكن أسيافهم عيونا
أكلما لاح لعيني بارق   بكت فابدت سري المصونا
لا تأخذوا قلبي بذنب مقلتي   وعاقبوا الخائن لا الأمينا
ما استترت بالورق الورقاء كي   تصدق لما علت الغصونا
قد وكلت بكل باك شجوه   تعينه إذ عدم المعينا
هذا بكاها والقرين حاضر   فكيف من قد فارق القرينا
أقسمت ما الروض اذا ما بعثت   أرجاؤه الخيري والنسرينا
وأدركت ثماره وعذبت   أنهاره وأبدت المكنونا
وقابلته الشمس لما أشرقت   وانقطعت أفنانه فنونا
أذكى ولا أحلى ولا أشهى ولا   أبهى ولا أوفى بعيني لينا
من نشرها وثغرها ووجها   وقدها فاستمع اليقينا
يا خائفا علي أسباب العبدى   أما عرفت حصني الحصينا
إني جعلت في الخطوب موئلي   محمداً والانزع البطينا
أحببت ياسين وطاسين ومن   يلوم في ياسين أوطاسينا
سر النجاة والمناجاة لمن   أوى الى الفلك وطور سينا
وظن بي الاعداء إذ مدحتهم   ما لم أكن بمثله قمينا
يا ويحهم وما الذي يريبهم   مني حتى رجموا الظنونا
رفد مديح قدر وافى رافد   فلم يحنوا ذلك الجنونا
وإنما أطلب رفداً باقياً   يوم يكون غيري المغبونا
يا تائهين في أضاليل الهوى   وعن سبيل الرشد ناكبينا
تجاهكم دار السلام فابتغوا   في نهجها جبريلها الأمينا
لجوامعي الباب وقولوا حطة   تغفر لنا الذنوب أجمعينا
ذروا العنا فان أصحاب العبا   هم النبا إن شئتم التبيينا
ديني الولاء لست أبغى غيره   ديناً وحسبي بالولاء دينا
هما طريقان فاما شأمة   أو فاليمين (فاسلكوا) اليمينا
سجنكم سجين إن لم تتبعوا   علينا دليل عليينا