قف بالديار المقفرات   لعبت بها أدي الشتات
فكأنهن هشائم   بمرور هوج العاصفات
فإذا سألت فليس تس   أل غير صمٍ صامتات
خرسٍ يخلن من السكو   تِ بهن هام المصغيات
عج بالمطايا الناحلا   تِ على الرسوم الماحلات
الدارسات الفانيا   ت شبيهة بالباقيات
واسأل عن القتلى الألى   طرحوا على شطّ الفرات
شُعثٌ لهم جُممٌ عصي   ن على أكف الماشطات
وعهودهن بعيدة   بدهان ايدٍ داهنات
نسج الزمان بهم سرا   بيلاً بحوك الرامسات(1)
تطوى وتُمحى عنهم   محواً بهطل المعصرات
فهم لأيدٍ كاسيا   ت تارة أو معريات
ولهم أكفّ ناضرا   تٌ بين صمٍ يابسات
ما كن إلا بالعطا   يا والمنايا جاريات
كم ثَمّ من مهجٍ سقي   ن الحتف للقوم السرات
والى عصائب ساريا   ت في الدآدي عاشيات(2)
غرثان إلا من جوّى   عريانَ إلا من أذاةِ
وإذا استمد فمن   أكف بالعطايا باخلات
واذا استعان على خطو   بٍ أو كروب كارثات
فبكلّ مغلولِ اليدي   ن هناكَ مفلول الشّباة
قل للألى حادوا وقد   ضلوا الطريق عن الهداة
وسروا على شعب الركا   ئب في الفلاة بلا حداة
نامت عيونكم ول   كن عن عيون ساهرات
وظننتم طول المدى   يمحو القلوب من التِرات
هيهات إن الضغن   توقده الليالي بالغداة
لا تأمنوا غض النوا   ظر من قلوب مرصدات
إن السيوف المُعريا   ت من السيوف المغمدات
والمثقلات المعييا   ت من الأمور الهيّنات
والمصميات من المقا   تل هنّ نفس المخطئات
وكأنني بالكمت تردى   في البسيطة بالكماة(3)
وبكل مقدام على الأ   هوال مرهوب الشذاة
ومثقفٍ مثل القنا   ة أتى المنية بالقناة
أو مرهف ساقت إلي   ه ردىً «شفارُ» المرهفات
كرهوا الفرار وهم على   «أقتادِ نُجبٍ» ناجيات
يطوينَ طيّ الأتحميّ   لهنّ أجواز الفلات
وتيقّنوا أن الحيا   ة مع المذلّة كالممات
ورزية للدين لي   ست كالرزايا الماضيات
تركت لنا منها الشوى   ومضت بما تحت الشواة
يا آل أحمد والذي   نَ غدا بحبّهم نجاتي
ومنيتي في نصرهم   أشهى غليّ من الحياة
حتى متى أنتم على   صهوات حُدبٍ شامصات ؟(4)
وحقوقكم دون البري   ة في أكفٍّ عاصيات
وسروبكم مذعورة   وأديمكم للفاريات(5)
ووليّكم يضحى ويم   سي في أمور معضلات
يلوى وقد خبط الظلا   مَ على الليالي المقمرات
فإذا اشتكى فالى قلو   بٍ لاهيات ساهيات
قرمٍ فلا شبِعٌ له   إلا بأرواح العداةِ
وكأنه متنمراً   صقرٌ تشرف من عَلاة
والرمح يفتق كلّ نجلاء   كأردان الفتاة
تهمي نجيعاً كاللغا   مِ على شدوق اليعملات(6)
تؤسى ولكن كلها   أبداً يبرّح بالأسداةِ
حتى يعود الحقّ يق   ظاناً لنا بعد السِنات
ولكم أتى من فرجةٍ   قد كان يحسب غير آتٍ
يا صاحبي في يوم عا   شوراء والحِدب المواتي
لا تسقِني بالله في   ه سوى دموعِ الباكيات
ما ذاك يوماً صيّباً   فأسمح لنا بالصبيات
وإذا ثكلت فلا تزر   إلا ديار الثاكلات
وتنحّ في يوم المصيب   ةِ عن قلوبٍ ساليات
ومتى سمعت فمن عوي   ل للنساء المعولات
وتداوَ من حزنٍ بقلب   ك بالمراثي المحزنات
لا عطلت تلك الحفا   ئر من سلامٍ أو صلاةٍ
وسقين من وكفِ التحي   ةِ عن وكيف السارياتِ
ونفحن من عبق الجنا   ن أريجه بالذاكيات
فلقد طوَين شموسنا   وبدرونا في المشكلات

(1) الرامسات : الرياح الدوافن للآثار الطامسة لرسوم الديار .

(2) الدآدي : جمع الدأدأة وهي آخر ليالي الشهر المظلمة .

(3) الكمت جمع الكميت وهو من الخيل أو الابل بين الاشقر والأدهم .

(4) الشامصات : النافرات .

(5) الأديم : الجلد ، الفاريات : الشاقات ، من فرى الاديم أي شقه .

(6) اللغام : زبد افواه الابل ، والشدوق : الأفواه .